أنت تعرفني
اعتدتُ أن أعلق في مشاكل الحياة اليومية
محاولًا أن أنتهي من يومي حتى أتمكن من النوم في اليل
محاولًا أن أجد طريقي في متاهة الصواب والخطأ
لكن كما اعتدت أن تقول
لا شيء يستحق كل هذا العناء
إنسَ أمر الكمال
أنا أحاول فقط ألا اكون عديم القيمة
مُنذ أن رأيتك آخر مرة وأنا أحاول أن أجد غايةً ما
حسنًا، لقد صادفت هذا الفتى الذي كان يُفكر مثلي
كان لديه نظرةٌ غريبة نحو الأمور
وهذا ما قاله [لي]:
"أهرب خلسة قبل أن يدركوا بأنك كنت هناك
وفي أسوء الأحوال ستكتشف بأن لا أحد يكترث
لأنك لا تود أن تكون في الأرجاء عندما تسوء الأمور
حتى الأبطال يعلمون متى يجب أن يخافوا"
الآن
أنا لا أتذكر أين التقيته ولا أتذكر اسمه
لكنه كان يمشي بطريقةٍ غريبة وكأنه أكبر من حجمه
بالكاد كان طوله خمسة أقدام ولكنه بدا ضخمًا جدًا
وما قاله بدا صائبًا، فظل عالقًا في ذهني
الأمر مثل لعبة البوكر، بإمكانك أن تقدم أفضل ما لديك
لكن يجب أن تعرف متى يحين وقت الانسحاب
ويجب أن تعرف متى يجب أن تحبس أنفاسك وتتشبث ببطاقاتك
آملًا بأن ليس هنالك أحدٌ يحاول خداعك
لأنك لا تحتاجني حتى أخبرك بأن الحياة ليست عادلة
فهي لا تأبه بك
قد تقطع نفسك اعتباطيا
ومثلك تمامًا، أريد أن يخبرني شخصٌ ما بأنه لا بأس
لكن في أعمق الأجزاء في قلوبنا جميعنا خائفون
نحن نشعر فقط بأننا غير مُقدرين ومرهقين جدًا
نقاوم بشدة فكرة أننا نخيف أنفسنا من دون سبب
أنت تفهم ما الذي أحاول قوله، لأنك لطالما فهمته
لكن هذه الكلمات تبدو مختلفة من فم الفتى الرعديد (الذي قال)
"أهرب خلسة قبل أن يدركوا بأنك كنت هناك
وفي أسوء الأحوال ستكتشف بأن لا أحد يكترث
لأنك لا تود أن تكون في الأرجاء عندما تسوء الأمور
حتى الأبطال يعلمون متى يجب أن يخافوا"
وأنا لست ببطل
أنت تتذكر كيف كنت، كما تعلم
كل ما فعلته كان مجرد إضاعة الوقت في القلق، شاعرًا بأنني فاقد السيطرة
لدرجة أني شعرت بأن كل شيءٍ حولي يتداعى
ها أنا أدور في حلقاتٍ مجددًا
هنا يأتي دورك
كل هذا حتى اشرح لك لما اضطررت لأن أفصل نفسي عن حياة الأمس
رجاءً تذكر، لم آمل بأن ينتهي الأمر هكذا، لكننني اضطررت لأن أحميك من ذاتي
لهذا السبب
هربت خلسة قبل أن تدرك بأنني كنت هناك
أعلم بأنك شعرت بعدم الاستعداد
لكن كل مرة كُنت فيها قُربك كنت فقط احبط عزيمتك
وكأن بإمكاني الإحساس بأنه قد حان وقت الشعور بالخوف
لهذا السبب
هربت خلسة قبل أن تدرك بأنني كنت هناك
وأنا أدرك تمامًا بأن الطريقة التي رحلت فيها لم تكن عادلة
لم أرغب بأن أكون قربك حتى لا احبط عزيمتك
أنا لست ببطل
لكن إياك أن تظن بأنني لم أكترث [بأمرك]