دقيقة تلو دقيقة يتهاوى
ترقّبنا للمستحيل
هذا الذي توقظه في البكور
أي حركة عفويّة
وكصمت الشتاء الجليدي
يغمرنا بالمجهول
كم طال بحثنا عن بعضنا هنا
حتى سقطنا في النهاية وانقطعت أخبارنا
ما عاد في مقدرتي الوداع، ها أنا أغمض
أغمض عينيّ
مبحراً بعيداً عبر الضباب
في أزقّة العاصمة
الوداع... خسارة تتلو خسارة
وها قد طارت السنون:
عواصفاّ ثلجيةً تتلو الأمطار
طيوراً مهاجرةً
أمّا ليلاً فلا يغمض لي جفن
ففي قلبي يتوارى بردّ غريب
ماذا حدث؟ فليخبرني أحدكم
وحده الخريف يجيبني بالبكاء في نافذتي
وإذ تضرب حبوب البازلاء نافذتي الصغيرة
كاسرةً الصمت بالبهجة
لقد كنا نموت على مهلٍ منذ أمدٍ بعيد
1وربما كان لنا من هذا خلاص
ما عاد في مقدرتي الوداع، ها أنا أغمض
أغمض عينيّ
مبحراً بعيداً عبر الضباب
في أزقّة العاصمة
الوداع... خسارة تتلو خسارة
وها قد طارت السنون:
عواصفاّ ثلجيةً تتلو الأمطار
طيوراً مهاجرةً
وفي هدوءٍ وازدراء يراقب ذلك الزمن
لن تتذكروني بالتأكيد
واستشراف الحقيقة الآتي بعد أوانه يدور
في غرفتي الجرداء2
دقّاً دون المسموع ودون المقيل
يدقّ قلبي بقممٍ أخرى3
ألا يعني ذلك أن كلّ شيءٍ قد تحطّم وفُقد فيه الأمل؟
ففيم إذن كان استعجالنا؟
ما عاد في مقدرتي الوداع، ها أنا أغمض
أغمض عينيّ
مبحراً بعيداً عبر الضباب
في أزقّة العاصمة
الوداع... خسارة تتلو خسارة
وها قد طارت السنون:
عواصفاّ ثلجيةً تتلو الأمطار
طيوراً مهاجرةً
الوداع...
1. يحتمل أن يكون المقصود هنا: في ترقبنا للمستحيل2. في النص الروسي: المرداء3. المعنى هنا غير واضح