خضنا غمار كثيرًا من الليالي
أمسكت قلمي بيدي لأخطّ كلّ ما يجهد بالي
امضِ نحو ما تبتغي من حال أنا أفعل المثل فيما ترتأيه آمالي
حسبك انسَ أمريَّ إن لمسعًى آخرَ فيك رغبة الاقبال
دع عنك "تشريف الوداع" صوبَ مسعاك امضِ ولو غمرك الطين من الرأس للقاع
دع عنك إنشاد كلمات "عزة الإبداع" لا بأس بالبكى فهو الصادح أمام الأوجاع
عجبي لما ملكت يوما من شعاع ما لي الآن إلا شجًى بأغانٍ تُذاع
بتجددٍ أكرر ذات الكلمات وما تصحب من خيال هائمًا بعدّتي للماضي لأحرر نفسي من الأطلال
أوأنت حلم الطفولة الساذج الذي عنه حِدتُ؟
هذه الذكريات أرفع من أن ترمى في أحاديث عشوائية تُنعَتُ
لو عُتِبتَ لا بأس حينها إن غضبتَ لا أحد سيدري إن بكيتَ
ودّ لو أضمّك وتسمع ما بنفسي يقال "أترى؟ استحقّت ليالينا ما تكبدنا لها من جهدٍ جلال"
لـتلك الليالي التي لم تمسي لياليَّ
لا شيء يعلو حياة راحة وانسجام
"لكن حتما يوجد من تصعب عليه فكرة "امضِ للأمام
الخذلان يتلو عنوان كلّ حالم
ابتغاء النجاح سأقدّم كلّ ما لي غالٍ بل ليس لي غير هذا المجالِ
طُلئَ قلبي بالاستياء والحقد والألم والهوان
لكن لا يزال فيه بقعة لم يخدشها لون من الألوان
رغم فوات الآوان لن أعمد بعد الآن لحزني في قتالي
لأني الآن واثق أن ما خضناه كان خير مآلِ وجوابي لغمار هذه الأيام سيكون بفعالي
لو أمكنك إبصار النور فوحدكَ من به يمكنه الشعور حسب الظلام ما يحكي عن النور السُطور
يبدو الوداع المشرف بهيًّا ألا أني أهرب بلا أن حتى أزور
دافع واحد يحول بيني وبين القفز في الليلة الظلماء من أعلى السور
أشتهي لو يقف بجانبي فتى يختم بحق تلك الليالي المَقال "ما عاد يربطنا بك رغبة أو حبال"
لـتلك الليالي التي لم تمسي لياليَّ
لستُ منقطع البركة إلا أني دفعت مشقّة رحلتي بغالي الدمعة
أما من شهد خطواتي حدّ هذه اللحظة لَم يكن الحظ من جمع شملنا أو الصدفة
رميت عرض الحائط أملي يميني وشمالي
إلا أني لم أكف لنفسي أبدًا التفكير والسؤال
لو وُصفت بالبشع الغريب فاظفر بفلاحك ودع عنك القيل والقالِ
لو وُصفت بالأحمق المريب فاظفر بنجاحك ودع عنك حكي العُذّال
في درك تلك الليالي يموج الشباب التائه مختنقًا غارقًا فاقدًا الأمل بالآجالِ
لذا في التّو أغني لتلك الأطلال وأعيد المُقال "نلت ما تستحق يا أحمقَ"
لـتلك الليالي التي لم تمسي لياليَّ
من ذا الشامخ الآن؟