على باب مصر تدق الأكف، ويعلو الضجيج
رياح تثور، جبال تدور، بحار بحار تهيج
وكل تسائل فى دهشة
وكل تسائل فى لهفة
أين؟ ومن؟ و كيف إذن؟
أمعجزة مالها أنبياء؟!
أدورة أرض بغير فضاء؟!
وتمضى المواكب بالقادمين
من كل لون ٍ وكل مجال
فمن عصر مينا إلى عصر عمرٍو
ومن عصر عمرٍو لعصر جمال
وكيف تحقق ما كان وهما
ومن ذا الذي يا ترى حققه؟
وكيف تحرر من اسره
سجين الزمان ومن اطلقه
أين؟ ومن؟
وكيف إذن؟
أمعجزة ٌ مالها أنبياء؟!
أدورة أرض بغير فضاء؟!
وجاء الغزاة.. جميع الغزاةْ
فأبدوا خشوعًا.. وأحنوا الجباه
وكل تساءل فى دهشة ٍ
وكل تساءل فى لهفة:
أمعجزة مالها أنبياء؟!
أدورة أرض ٍ بغير فضاء؟!
تلمح بين الجموع وجوهًا
يرف عليها حنان الإله
ففيها المفكر والعبقرى
وفيها التقاة؛ وفيها الهداة
فـ(موسى ) تشق عصاه الزحام
وذلك (عيسى ) عليه السلام
وهذا ( محمد) خير الأنام
أمعجزة مالها أنبياء؟!
أدورة أرض ٍ بغير فضاء؟!
فاين تحقق ما كان وهمًا
ومن ذا الذى ياترى حققه؟!
وكيف تحرر من أسره
سجين الزمان؟! ومن أطلقه؟!
لقد شاد بالأمس أهرامه
بأيدٍ مسخرة موثقة
على ظهره بصمات السياط
وأحشاوه بالطوى مرهقة!!
وها هو يبنى بحريةٍ
دعائم آماله المشرقه
بسد منيع، عجيب البناء
يبث الرخاء ويوحى الثقة
فأرزاق أبنائه حرة
وآراؤهم حرة مطلقة
وليس بهم سيد أو مسود
فكل سواء بلا تفرقة
أمعجزه مالها أنبياء؟!
أدورة ارض بغير فضاء؟!
وصاح من الشعب صوت طليق
قوي، أبي، عريق، عميق
يقول: انا الشعب والمعجزة
انا الشعب لا شىء قد أعجزه
وكل الذى قاله أنجزه
فمن أرضي الحرة الصامدة
بنيت حضاراتنا الخالدة
بقوميتي واشتراكيتي
ينبض العروبة فى أمتي
انا الشعب ، شعب الذرى والقمم
زرعت النخيل، صنعت الهرم
رفعت المآذن فوق القباب
بنيت المداخن تعلو السحاب
أنا الشعب لا أعرف المستحيلا
ولا أرتضى بالخلود بديلا
بلادى مفتوحة كالسماء
تضم الصديق؛ وتمحو الدخيلا
انا الشعب، شعب العلا والنضال
أحب السلام، أخوض القتال
ومني الحقيقة .. مني الخيال
وعندي الجمال، وعندي جمال