كان ياماكان في يوم من الأيام، لبستِ أحسن الثياب
ورميت قرشاً للمتسولين
كنت في عنفوانك، أليس كذلك؟
كان الناس ينادونك "أيتها الجميلة الطائشة.. أحذري.. ستسقطين"
فظننت أنهم يمزحون.
كان المتسكعون
يثيرون ضحكك
لكنك الآن لا ترفعين صوتك بالحديث
ولا تبدين فخورة
عندما تتسولين وجبتك
القادمة
كيف يبدو هذا..
كيف تشعرين
حين تكونين وحيدة.. ولا تعرفين طريق البيت
مثل نكرةٍ كاملة.
. مثل حجر يتدحرج؟
...
حسناً يا آنسة "وحيدة"
قد درستِ في أرقى المدارس،
لكنك تعرفين أنهم كانوا يعصرونك فيها عصراً
ولم يعلمك أحدٌ كيف تعيشين على
قارعة الطريق
لكنك الآن مرغمة على
اعتياد ذلك
كنت تقولين: لن أتساوم مع
المتشرد الغامض لكنك الآن تدركين:
أنه لا يبيع الأعذار
حين تحدقين في خواء عينيه
وتسألينه أن يعقد صفقةً معك
...
كيف يبدو هذا..
كيف تشعرين
حين تكونين وحيدة..
ولا تعرفين طريق البيت
مثل نكرةٍ كاملة..
مثل حجر يتدحرج؟
...
لم تلتفتي لتري تقطيبة الحزن
خلف أوجه المهرجين
حين جاؤوا جميعاً ليرقصوا ويلعبوا أمامك
لم تفهمي أن الأمر سيء
ما كان عليك أن تسمحي للآخرين
أن يتلقوا الرفسات بدلاً عنك
كنت تركبين حصانك المطلي بالكروم
يصحبك دبلوماسيون
يحملون على أكتافهم قطتك السيامية المدللة
هل تألمك يومَ اكتشفت
بأنه لم يكن حيث يجدر
بعد أن سلب منك كل ما استطاع سرقته
كيف يبدو هذا..
كيف تشعرين
حين تكونين وحيدة.
. ولا تعرفين طريق البيت
مثل نكرةٍ كاملة..
مثل حجر يتدحرج؟
...
أميرة البرج العالي، كل الظرفاء الآخرين
يشربون، واثقين من نجاحهم
يتبادلون أثمن الهدايا
أما أنتِ يا فتاتي فيجدر بك
أن تنزعي خاتمك الماسي، أن ترهنيه.
نابليون في الأسمال، ولغة حديثه
كانا يسليانك
اذهبي اليه الآن، إنه يناديك، ولا يمكنك الرفض
فحين لا تملكين شيئاً.. ليس ثمة ما تخسريه
أنت الآن لا مرئية تماماً،
وليس عندك ما
تخفيه
.