كلهم جاءوا ..
كلهم كانوا هنا ..
ما إن سمعوا تلك الصرخة ..
وعرفوا إنها ستموت ...
ماما ..
كلهم جاءوا ..
كلهم كانوا هنا ..
حتى جورجيو وصمة عار الأسرة
جاء ..
وذراعاه مليئتان بالهدايا
كل الأطفال راحوا يلعبون في صمت
حول الفراش أو على الأرض ..
لكن لعبهم لم يكن ذا أهمية ..
إن هذه هي هديتهم الأخيرة لماما
غمروها بقبلاتهم الدافئة
ورفعوا لها الوسائد ..
يعرفون أنها ستموت
ماما ..
والعذراء مريم
المليئة بالجلال
التي يقف تمثالها في الغرفة ..
لابد أنك رفعت ذراعيك لها وغنيت
المجد للعذراء
لكم من حب
وكم من ذكريات تحيط بك يا ماما ..
لكم من دموع وابتسامات
جاءت منك يا ماما ..
الرجال يشعرون بالحر في الطرقات المشمسة
وهي ستموت ..
ماما ...
يشربون نبيذًا باردًا جيدًا
من كرمة طيبة ..
وهناك في الشارع سوق خيرية لبيع القبعات والأوشحة ..
شيء غريب !
لا يوجد شعور بالحزن حول الفراش الكبير ..
هناك عم يجيد عزف الجيتار
يضرب الأوتار وهو ينظر باهتمام
لماما
النسوة يتذكرن أغنيات السهر القديمة .
وماما ستموت ..
بنعومة تغمض العينين
كأنك تغني لطفل بعد يوم جميل ..
فيبتسم وهو يغيب في النوم ..
لكم من دموع وابتسامات وذكريات
جاءت منك يا ماما ..
لن تفارقينا أبدًا
أبدًا ..