كنتُ أسير بجوار المقبرة، في ساعة متأخِّرة ليلة الجمعة الفائتة
سمعتُ صوت أحد ما يصيح، بدا الأمر كعِراك
اتَّضح أنه مُتَشَرّد ثَمِل يرقص في دوائر في الليل
يصُبَّ الوِسْكِي علي شواهد القبور في ضوء القمر الأزرق
كثيرا ما تساءلتُ الي أين يذهب هؤلاء الأخوة الشَرِيدون؟
في أسفل وادٍ ما مخفيّ حيث لا يَبْرُز أَساهُم
حيثُ لا تستطيع الشرطة العثور عليهم، حيثُ يذهب الرجال المطلوبون
عندما تسير تكون الحرية، حتي و ان كان سيرُك بطيئا
هشِّم زجاجتك علي شاهد قبر و عِشْ بينما تستطيع
هذا الأخ الشَرِيد صديقي
من الصعب أن تكون شخصا لا يُفرِّط في أي شيء، من الصعب أن تكون شَرِيدا
لكن العيش أكثر صعوبة حيثُ يكون عديمي الرحمة
في مكان ما تنبح الكلاب ويبدو أنّ الأطفال يُدرِكون
أنّ المسيح، علي الطريق السريع، كان مُتَشَرّدا ضالّا
و يَسمَعون صمت المعابد المقدَّس في التلّ
ويجِدون في الخِرَق البالية نوعا آخر من الإثارة
ويغارون منه، من إشراق الشمس.و يشفقون عليه، علي البرد
وهم حزينون لقيامهم بالعيش من أجل نوعا آخر من الإثارة
هشِّم زجاجتك علي شاهد قبر و عِشْ بينما تستطيع
هذا الأخ الشَرِيد صديقي
في مكان ما كانت توجد امرأة، في مكان ما كان يوجد طفل
في مكان ما كان يوجد كوخ حيثُ تنمو المخمليّات*
لكن المكان يصبح لا مكان عندما تتركه لفترة ما
ستجد المجروحين عندما ترتحل كالمسافر في غابة
علي امتداد الأرض المَنْقُوضة حيثُ تعيش الأرقام كأُناس
حيثُ تُسلب عقول من يحتفظون بعقولهم، مرة أخري
حيثُ تَشُقُّ عصا الليل بغضب مجنون، حيثُ لا يتَظَاهَر المجانين
حيثُ لا بداية للثراء ولا نهاية للفقر
هشِّم زجاجتك علي شاهد قبر و عِشْ بينما تستطيع
هذا الأخ الشَرِيد صديقي
تَلاَشَى أشباح ملكيّة الطريق السريع في الليل
تجوَّل الرجل الأبيض سائرا تجاه نور داخلي مُتَوَهّج
تقدّم الأطفال في السن و الشرطة أحكموا قبضتهم علينا
لا مكان حول بوتقة الصهر للأحرار، في ارتحالهم
و أنت يا من تُعلِّق وعودك و تزهو كلما أَعْجِبتَ
ضحية تَرَفك غالبا ما يموت بسبب عِلّتك
هو لا يُدْرِكُ صفير المصانع، فقط أزِيز قطارالشحن الوحيد
هو يعيش علي الحظ، لن يموت راكعا
هشِّم زجاجتك علي شاهد قبر و عِشْ بينما تستطيع
هذا الأخ الشَرِيد صديقي
هذا الأخ الشَرِيد صديقي