أقبل الليل ياحبيبي
وناداني حنيني
وسَرَت ذكراك طيفا
هام فى بحر ظنوني
ينشـر الماضي ظلالا
كنّا أنـسا وجمالا
فإذا قلبي يشتاق
إلى عهد شجوني
وإذا دمعي ينهلّ
على رجع أنيني
ياهدى الحيران
فى ليل الضّنى
أين أنت الآن
بل أين أنا
أنا قلب خفّاق
فى دنيا الأشـواق
أنا روح هيمان
فى وادي الأشجان
تاه فكري
بين أوهامي
وأطياف المُنى
لست أدري ياحبيبي
من أنا أين أنا
يا بعيد الدّار عن عيني
ومن قلبي قريبا
كم أناديك بأشواقي
ولا ألقى مجيبا
تقبل الدّنيا على أهل الهوى
أنسا وطيبا
وفؤادي كاد من فرط حنيني
أن يذوب
لو عدت لي
ردّ الزّمان إليٌ سالف بهجتي
ونسيت ما لاقيت منه
في ليالي وحدتي
ياهدى الحيران
فى ليل الضّنى
أين أنت الآن
بل أين أنا
تاه فكري
بين أوهامي
وأطياف المنى
لست أدري ياحبيبي
من أنا أين أنا
أوّاه يا ليل طال بي سهري
وسائلتني النّجوم عن خبري
مازلت في وحدتي أسامرها
حتى سَرَت فيك نَسمَة السَّحْر
وأنا أسبح في دنيا تراءت لعيوني
قصّة أقرأ فيها صفحات من شجوني
بين ماضي لم يدع لي غير ذكرى
عن خيالي لا تغيب
وأمان صوّرت لي في غدي
لقيا حبيب لحبيب
النّوم ودّع مقلتي
والليل ردّد أنّتي
والفجر من غير ابتسامك
لا يبدّد وحشتي
ياهدى الحيران
فى ليل الضّنى
أين أنت الآن
بل أين أنا
تاه فكري
بين أوهامي
وأطياف المنى
لست أدري ياحبيبي
من أنا أين أنا
يا قلبي لو طاب لي زماني
وأنعم الدّهر بالتّداني
تبسّم الفجر في عيوني
وغرّد الطّير في لساني
وبتّ من نشوتي أغنّي
والليل يروي الحديث عنّي
ياهدى الحيران
فى ليــل الضّنى
قد غدوت الآن
أدري من أنا
أنا طيرغنام في دنيا الحلام
أنا ثغر بسّام في صفح الأيّام
كنت وحدي بين أوهامي
وأطياف المني والتقينا
فبدى لي يا حبيبي
من أنا أين أنا